Monday, March 7, 2011

الخوف من الخوف ....

بعد 30 عاما عشناها ..رضعنا فيها الخوف مع اللبن ..تربينا على ثقافة امشي جانب الحيط ..ملكش دعوة بالسياسة ...حتروح ورى الشمس ..الخوف الذي ورثناه من جيل آبائنا ..جيل جمال عبد الناصر الذي أصل لميراث القمع و الذي كانت قصص التعذيب والتنكيل فيه أقرب ما تكون لأفلام الرعب ..و في عصر مبارك ..عصر الحرية الكاذبة..كنا نعلم أن هناك اعتقالات وتعذيب لكن لم يصل خيالنا لمايحدث على أرض الواقع و تم كشف البعض حتى الآن ..قصص يشيب لها الولدان .. تكريسا لسياسة العبودية والذل

الخوف كان هو المسيطر ..خوفا من أن تنطق بكلمة تهوي بها في جحيم لا تعلم له آخر ...

بعد أن كسرت هذه الثورة الخوف ...ودفع شباب أرواحهم حتى نعيش احرارا لأول مرة في حياتنا ..و نقتلع جذور الخوف من داخلنا أراني أحمل بداخلي بقايا هذا الخوف ...نعم مازلت أخاف ..ما زلت مقيدة من داخلي ..لا أترك لقلمي العنان ..لست حرة حتى الآن ..أحسب حساب لما اكتب و مالا اكتب .

أشعر أن أمن الدولة مازال موجودا يكتب تقاريره من مكان آخر...إلي متي سيظل هذا الشبح في خيالي ..

لقد اكتشفت أن الخوف من داخلنا قبل أن يكون خارجنا ..نحن من نصنع أشباحا تطاردنا ...و لا أعلم ماذا انتظر كي اتخلص من كل ذره خوف ..كي أرفع صوتي و أقول أنا حرة ..أنا حرة

أنا لم أعذب من أمن الدولة و لم أعتقل ولكني أريد حقي ..أريد حقي من جهاز أذل شعبا بأكمله و شوه شخصيته جيلا بعد جيل

لم أكن أعلم في كل لحظة أمسكت كلمتي خوفا أني كنت أهين نفسي ..أني كنت اهدر حقا إنسانيا أعطاني الله إياه ..فرطت فيه دون غضاضة و تعايشت مع واقعه

إن لم استخدم حريتي بكل ذرة فيها فإنها جريمة و تفريط في حق كل من ضحي من أجل أن نتنفس الحرية

No comments:

إنها لحظة ذات مذاق خاص ..لحظة أن تخرج أفكارك ومشاعرك إلى العلن... أن ترى كلماتك حية أمامك تنبض وقد خرجت من قفصها داخلك ... أن تصنع عالمك الخاص ..عالم..ليست فيه سوى قوانينك أنت ....أنت وحدك.................................... بدون قيود...بدون رقابة...بدون حسابات