Wednesday, March 9, 2011

أريد إجابة على هذا السؤال ؟



الثورات تظهر أجمل ما في الشعوب و أسوأ مافيها..فكما شهدنا شباب التحرير بتنظيمه و صورته الرائعة التي لم نكن نتخيلها ...شباب ينظفون الميدان ..يشكلون لجان لتنظيم الدخول والخروج ..مجموعات لتأمين مداخل الميدان ...مجموعات لتوفير الطعام ..أماكن للقمامة... أماكن للفنون لا توجد حالات تحرش ...المسلمين والمسيحيين يدافع كل منهم عن الآخر و يتوحدون أمام هدف واحد

وبعد هذا الانتصار و هذه الصورة المشرفة .التي ابهرت العالم ...يظهر أقبح مافينا من النفعية والاستغلال ...استيلاء على أراضي زراعية والبناء عليها ..بلطجة في كل شيء حتى وإن كانت حقوق ..فتنة ..إلخ

كل هذه الصورة المؤلمة تأتي كلها دفعة واحدة أمام عينك في يوم واحد لتتعجب ..أهذا هو نفس الشعب الذي أبهرنا و أبهر العالم ..؟؟!!!!

أقول لا ..و أستعير جملة بلال فضل .."هي ليست ثورة المصريين جميعا..هي ثورة أحرار المصريين"

كما كان ولا يزال فينا دولة ميدان تحرير 25 يناير بكل روعتها ..فينا رعاع و غوغاء ما بعد 25 يناير بما فيهم رجال أمن الدولة وبلطجيتها.

نعم هناك نظريه مؤامرة و خطط لهدم الثوره ..و أفراد "مندسين " لكن أيضا هناك جهلاء ينفذون بجدارة ما خطط له رغم علمنا المسبق بهذا التخطيط ...و هذا مايثير العجب ..أن نقع في الفخ الذي حذرنا منه "بضم الحاء و كسر الذال ".

تتجمع كل هذه الأحداث بتزامن عجيب ..ليعطي رسالة لحزب الكنبة العظيم "كناية عن المتفرجين " و أنا منهم بالمناسبة ..ألا و هي.. هؤلاء هم المصريون على حقيقتهم ..غوغائيون فوضويون لاينفعهم سوي دكتاتور ..انهم شعب لايصلح للديموقراطية ..مما يعيدنا لتصريح عمر سليمان و عقلية النظام السابق في النظر الينا... .دكتاتورية و إستقرار أم حرية و فوضي؟؟


هناك جانب آخر من الصورة ...يمكن أن اسميه الدكتاتورية الجديدة ..

و استعير أيضا ماقاله بلال فضل نقلا عن عبد الرحمن الكواكبي "أن الله يولي المستبد على مستبدين"و فسر بلال بأننا نكون صورة من المستبد و نحن نقاوم استبداده. فنحن عشنا الدكتاتورية ثقافة مجتمع و تربية ..لم نتعلم حريه الإبداع والتفكير ..دائما نشعر بالوصاية .. دائما نحيا في قوالب صنعها لنا غيرنا ..لم نتعلم الحلم والخروج عن المألوف ..دائما كان هناك قيد ..تعودنا أن نكون تبع ....لم نكن نعطي عقولنا الإحترام الكامل و اعطينا غيرنا توكيل بالتفكير نيابة عنا ....

و هذا جزء كبير من البلبله التي شعرت بها منذ بداية الأحداث ...أني وجدت أناس أثق فيهم جدا و أضعهم في مرتبة عالية ..وجدتني أستغرب ردود أفعالهم أو أعدل عليهم ..هم ليسوا ملائكة.. كل يصيب ويخطئ ليس هناك قدسية لكائن من كان

كنت أريد أن أعرف رأي شخص ما لأتأكد أني على صواب ..أو أبني رأيي بناءا على موقفه ...و كنت أقول لابد أن يتوحد شباب الثورة على موقف واحد ..لماذا أجد تجمعات و آراء مختلفة ..و لكني اكتشفت أن هذه هي الديموقراطية التي لم أتعود عليها ....نعم نتوحد أمام أهداف كبيرة ولكن من الطبيعي جداً بل من الصحي جدا أن نختلف في التفاصيل دون أن يكون هناك مصيب و مخطئ فالكل مجتهد

و من أخطائي أيضا انني كنت أفضل الحديث لكل منأتفق معه في الرأي ولا أشعر بالراحة في الحديث لمن أختلف معهم في الرأي و أتجنبهم.

-بعيدا عن المستفزين والمجادلين- طالما الأرضية مشتركه والهدف واحد والحوار مهذب هذا هو المطلوب لنحل أعتي المشكلات و نحقق أعظم الانجازات

نعم انها ثقافة جديدة تريد التمرين كيف نختلف.. كيف نستمع ..كيف نحلل.. كيف نتعايش ..؟؟؟

و سؤالي في النهاية ..نسبة كم من العقلاء نحتاج كي ننتقل بسلام لعصر لاحت أضواؤه في الأفق و هفت إليه القلوب يوم 11 فبراير والآن نخشي أن يشوه أو يضيع -لا سمح الله- على يد الجهلاء والغوغاء من ناحية ...والدكتاتوريين من ناحية اخري ؟؟


ملحوظة : كثير من الأفكار مستلهمة من كلمات للأستاذ بلال فضل

No comments:

إنها لحظة ذات مذاق خاص ..لحظة أن تخرج أفكارك ومشاعرك إلى العلن... أن ترى كلماتك حية أمامك تنبض وقد خرجت من قفصها داخلك ... أن تصنع عالمك الخاص ..عالم..ليست فيه سوى قوانينك أنت ....أنت وحدك.................................... بدون قيود...بدون رقابة...بدون حسابات